الثورة الصناعية الرابعة
كتب فلاح الأميري
بعد اختراع الموتور ونشوء ثورة تقدم صناعي والتي سميت بالثورة الصناعية، والتي غيرت الكثير في جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وحتى الثقافية منها وكما اثرت على السلوك البشري والعادات ونتج عن ذلك تحولات في حياة البشرية، اليوم وبعد تسارع وتيرة الإبتكارات في عالم التكنولوجيا، وتنافس الشركات العاملة في هذا القطاع بغية تحقيق أعلى ربحية من خلال تقديم أفضل سبل وخدمات الرفاهية والتواصل للأفراد، وتسهيل المهام والعمل والتخطيط وتقديم الإستشارات الدقيقة باحدث التقنيات المعلوماتية، تتزاحم هذه الشركات في استبدال اي وسيلة ذات جهد كبير أو كلفة عالية بوسائل سهلة وسريعة وبأقل كلفة مع توافر الحماية والأمان والحياة الصحية النظيفة، نجد أن هنالك تغيير كبير قد وصلنا إليه أو نصل إليه في ظرف سنتين او ثلاثة مع تغيير الكثير من الحرف والمهن والوظائف والاختصاصات التي ستعوضها الالة أو الذكاء الاصطناعي، فمثلا بوسائط النقل، قيادة ووقود وصيانة نجد أن هنالك بدائل بدأت تقفز بسرعة إلى الأسواق ومنها سيقل الطلب على الوقود الاحفوري معوض عنه بالطاقة الكهربائية، والتي ستقلل وجود محطات التزويد بالوقود معوضة عنها بشاحن الطاقة الشمسية، وكذلك المهن الحرفية التي ترتبط بصيانة المحركات والتي تعوض لمهندس حواسيب مثلا، قد نتصور أن الشركات العملاقة المصنعة للهواتف أو شركات المالكة لمحركات الإنترنت مثل گوگل أو غيرها انها متوقفة عند هذه الحدود، بل بالعكس انها تسعى للوصول إلى أكبر مستوى من البدائل لوسائل الاستخدام البشري في اغلب القطاعات (صناعة, زراعة، الخ..) وحتى العمالة ، ستتغير الحياة تغييرا كبيرا ضعف التغيير الذي حصل إبان الثورة الصناعية، مع وجود التنافس القوي بين شركات التقنيات والتكنولوجيا، أن التقدم التكنولوجي كما هو بديهي في علم الإقتصاد يقلل من الطلب على الأيدي العاملة ويزيد من البطالة، لكن المعطيات اليوم تشير إلى أن هذا التسارع سيغير حتى من التخصص، وستندثر أو يقل الطلب عليها الكثير من الاختصاصات منها المحاماة أو المحاسبين والاختصاصات المشابهه التي من الممكن التعويض عنها بالذكاء الاصطناعي والآلة، أن السيطرة المسبقة على الحياة والعقول في كل شيء من قبل مجموعة الشركات المالكة لمحركات الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي ويضاف لها الذكاء الاصطناعي قادرة بالسيطرة على السوق والتنبؤ فهي قادرة على التغيير مادام هنالك ابتكارات جديدة ، وهذا التغيير هو ثورة جديدة ستغير العالم بشكل اسرع حتى في النظم والسياسات والتشريعات.
أين نحن؟
أين وصل العالم؟