التقرير التحليلي لعام ٢٠٢٠ للمسح الوطني للفتوة والشباب في العراق
التقرير التحليلي لعام ٢٠٢٠ للمسح الوطني للفتوة والشباب في العراق
المواطنة والمشاركة
تعد المشاركة السياسية أحد الشروط الأساسية للديمقراطية ، وبها يتحقق قيام السلطة الدستورية التشريعية . ومن أهم مظاهر المشاركة الإقتراع الإنتخابي . وينطوي مفهوم المشاركة السياسية عموما على انشطة مختلفة يقوم بها المواطنون تمكنهم من التأثير في عمل المنظومة السياسية ، والتي تقترن بمفهوم المواطنة . ويمارس المواطنون في الأنظمة الديمقراطية عددا من الأنشطة التي تحقق لهم المشاركة ومنها : الإنتخابات الإنخراط في جماعات الضغط ، الأنشطة التنظيمية ، التظاهر والتواصل مع المسؤولين . وتحدد الظروف الإجتماعية التي يعيش في ظلها الشباب إلى حد كبير طبيعة مشاركتهم ، فقد تدفعهم إلى مزيد من اخذ زمام المبادرة والإنخراط في شؤون مجتمعهم ، وقد تدفعهم إلى الإنعزال والسلبية ، فالبيئات الإجتماعية والسياسية والثقافية التي يتفاعل معها الشباب تعزز استقلاليته وانخراطه في الشأن العام . وعموما يميل الشباب إلى المشاركة إذا شعروا بمزيد من التقدير الأرائهم ، وعوملوا بما يليق مع ما يقدمونه وبما يحفظ خصوصياتهم واستقلاليتهم ، وإذا ما شعروا ايضا إن قضاياهم ومشكلاتهم تؤخذ بنظر الاعتبار وجد الشهاب انفسهم في قلب تحول سياسي غير مسبوق في العراق ، تحول لم تختبره الأجيال السابقة ، يمارسون فيه دورة محرك وحاسمة في مجتمع أصبح منفتحة ، لذا فإن على النظام السياسي والقوى السياسية الفاعلة أن تعي ما اصبح يمثلة الشباب من قوة مجتمعية صاعدة جعلتهم فواعل جديدين في المشهد الإجتماعي والسياسي والثقافي في العراق ، وهي ظاهرة غير مسبوقة 2 تاريخ العراق من حيث زخمها وادواتها وغاياتها ، تتطلع لمزيد من المشاركة واسماع صوتها وتلبية تطلعاتها وتوقعاتها . وقد اشارت دراسة سابقة لأوضاع الشباب إلى ” ان الشباب العراقي لم ياخذ مساحة واسعة من التأثير في مؤسسات القرارات الصلة بحياتهم وهذا يحدث لسببين رئيسين ، أولهما : إن المؤسسات لا تشعر بالتزامها بمنح الحقوق للشباب من أجل تعزيز مشاركته والثاني ان الشباب انفسهم لا يعتبرون مشاركتهم في تلك القرارات مسؤولية مدنية . إن محدودية مشاركة الشباب تعود إلى إنهم لا يجدون المحفزات القوية التي تدفعهم للمشاركة خصوصا الأعمار ( 19.15 ) سنة بسبب البيئة الإجتماعية والمدرسية التي تضع اولويات لهذا السياق محكومة بثقافة تقليدية تحكم اوضاعهم العائلية وخياراتهم ومستويات مشاركتهم في مجتمعاتهم على الصعيد الرسمي أو الطوعي
الشباب والمواطنة
تعد الثقافة السياسية السائدة في أي مجتمع حصيلة تفاعل مجموعة كبيرة من العوامل الداخلية ، وهي تتمحور بشكل رئيس حول قيم وإتجاهات وقناعات الأفراد والجماعات ، وهذه الثقافة تضع الأساس لوحدة المجتمع وتماسكه ، وهي التي ترسخ قيم المواطنة وتنميها وتحافظ عليها . ويزداد شعور الشباب بالإنتماء مع إحساسهم بان الوطن يرعاهم ويوفر لهم فرصة متساوية الحياة كريمة ، يستطيعون فيه التعبير عن ذاتهم ، فيصبحوا مواطنين يغارون على بلدهم ومصالحهم ويستجيبون للأزمات التي تحيق ببلدهم ، وتزداد قيم الولاء والإيثار والإنخراط في شؤون المجتمع . – يتباين فهم الشباب للمواطنة ، سواء من حيث كونه إنتماء ، أو تمتع بالحقوق ، أو التزام بالواجبات . إذ يرى ( 24 % ) من الشباب والشابات بعمر ( 18. 30 ) سنة إنها الإنتماء والولاء للوطن ، في حين يرى ( 21 % ) منهم إنها الإلتزام بتطبيق القانون ، ويفهمها ( % 14 ) منهم إنها المشاركة في الإنتخابات ، ( 12 % ) يرى أنها المشاركة في الدفاع عن الوطن ، و ( 11 % ) يرون فيها تمتعة بالجنسية الوطنية و ( 9 % ) يرونها في الحفاظ على السلم الأهلي . ( ينظر الشكل الآتي )
المشاركة في الإنتخابات
جرت منذ إقرار الدستور عام 2005 أربعة دورات إنتخابية إتسمت بتراجع معدل مشاركة المقترعين فيها ، ففي عام 2005 بلغت نسبة المشاركة فيها ( 70 % ) الا إنها إنخفضت في إنتخابات عام 2010 الى ( 62 % ) ، ثم الى ( 60 % ) عام 2014 ( 10 ) ، في حين إنخفضت في إنتخابات آيار ( مايو ) 2018 الى ( 46 % ) فقط . لكن لم يتم نشر تفاصيل هذه المشاركة من حيث العمر والجنس . ( 10 ) ( 4 . أفاد ( 61 % ) من الشباب والشابات بعمر ( 18 . 30 ) سنة أنهم شاركوا في الإنتخابات العامة الوطنية لعام 2018 ، وهي ترتفع نسبية في الريف ( 63 % ) مقارنة مع الحضر ( 61 % ) ، وبين الشباب الذكور ( 71 % ) مقارنة مع الشابات الإناث ( 51 % ) ، فضلا عن أنها ترتفع مع ارتفاع عمر الشباب من ( 45 % ) في الفئة العمرية الأصغر ( 18. 20 ) سنة ، إلى ( 73 % ) في الفئة العمرية الأكبر سنة ( 27- 30 ) سنة ( ينظرالشكل الآتي ) .
من جهة أخرى ، ترتفع نسب مشاركة الشباب في الإنتخابات مع ارتفاع المستوى التعليمي للشاب ، لترتفع من ( 54 % ) عند الأميين إلى ( 73 % ) عند من يحملون شهادة البكالوريوس . وعند مقارنة المشاركة في الإنتخابات بحسب التقسيم الجغرافي نجد إنها مرتفعة في إقليم كردستان ( 67 % ) مقارنة مع ( % 63 ) في بقية المحافظات و ( 54 % ) في بغداد . وعلى مستوى المحافظات نجد إن أعلى مشاركة للشباب كانت في دهوك ( 74 % ) ، تليها كركوك ( 73 % ) ، فيما كانت أدنى نسب للمشاركة في محافظة الأنبار ( 45 % ) ( ينظر الشكل الآتي ) ..
وتختلف أسباب مشاركة الشباب والشابات في الإنتخابات ، إذ أن ( 73 % ) منهم قد أفاد بإن السبب الأول للمشاركة هو التعبير عن أصواتهم ، والسبب الثاني هو الرغبة في التغيير ( 32 % ) ، والثالث كان أستجابتهم لنداء الواجب الوطني أو الديني ( 21 % ) ، وضمان اختيار المرشحين الأصلح سببة رابعة ( 16 % ) . وتتماثل أسباب مشاركة الشباب والشابات بحسب الجنس ، مثلما تتماثل الأسباب التي يقدمها الشباب والشابات في الريف والحضر ( ينظر الشكل الآتي ) . .
( 11 ) وبالمقارنة مع إستطلاع رأي أوضاع الشباب وتطلعاتهم لعام 2012 فإن رغبة المشاركة بالإنتخابات كانت تبلغ ( 67 % ) منها ( % 72 ) للذكور و ( 60 % ) للإناث ، أي أنها أعلى بقليل مما في الوقت الحاضر ، وإن كان الإنخفاض أكبر بالنسبة لرغبة الشابات الإناث مقارنة مع الشباب الذكور .
معوقات مشاركة الشباب
عند السؤال عن الأسباب التي تعوق مشاركة الشباب في الأنشطة السياسية والإجتماعية يعتقد الشباب أن السبب الأول هو أن النظام السياسي والإجتماعي لا يوفر فرصة للمشاركة الشباب في الأنشطة السياسية والإجتماعية ( 33 % ) ، فيما تأتي هيمنة الأجيال الأكبر سنا في المرتبة الثانية من حيث ترتيب الأسباب التي تعوق المشاركة الشبابية ( 20 % ) ويأتي الإحباط وعدم الأيمان بجدوى المشاركة بالمرتبة الثالثة بنسبة ( 15 % ) .
التمتع بالحريات
يشعر ( 46 % ) من الشباب والشابات بعمر ( 18 . 30 ) سنة أنهم يستطيعون التعبير عن آرائهم بحرية مطلقة ، و ( 31 % ) يستطيعون ذلك نسبية ، في حين يرى ( 20 % ) منهم أنهم لا يستطيعون التعبير عن آرائهم بحرية . وتتقارب آراء الشباب سواء و الريف أو الحضر أو الجنس أو الفئات العمرية مع المتوسط العام . ويزداد الشعور بالقدرة على التعبير بحرية عن آرائهم مع ارتفاع المستوى التعليمي إذ تبلغ نسبة من يتفقون مع مقولة ” أستطيع أن أعبر عن رأيي بحرية حوالي ( 37 % ) وتبلغ ( 35 % ) بالنسبة للأميين ومن يقرا فقط على التوالي ، لترتفع إلى ( 48 % ) و ( 58 % ) عند من يحملون شهادة البكالوريوس والشهادة العليا على التوالي ويعتقد فتيان وشباب محافظات إقليم كردستان الثلاث ، دهوك وأربيل ( 67 % ) والسليمانية ( 60 % ) أنهم يتمتعون بحرية كاملة في التعبير عن آرائهم ، تليها البصرة ( 59 % ) ، واسط ( 52 % ) والمثنى ( 51 % ) . ويشعر شباب الأنباروكربلاء بادني نسب الشعور بالتمتع في الحرية في التعبير عن آرائهم ( 26 % ) فيهما معا . ( ينظر الشكل الآتي )
المشاركة في الشؤون المجتمعية
تعد المشاركة المجتمعية للشباب والشابات بعمر ( 15 . 30 ) سنة محدودة ، إذ بلغت ( 6 % ) لعموم العراق ، ولكنها ترتفع بشكل طفيف في الحضر ( 7 % ) مقارنة بالريف ( 5 % ) ، وللإناث ( 4 % ) مقابل الذكور ( 9 % ) ، وتزداد مع إرتفاع العمر لتصل إلى ( 7 % ) في الفئة العمرية الأكبر سنا ( 25- 30 ) سنة ( ينظر الشكل الآتي ) . وقد تقف وراء ذلك أسباب عدة منها : ضعف قنوات المشاركة المجتمعية ، ومحدودية دور منظمات المجتمع المدني وعدم قدرتها على إجتذاب المزيد من الشباب لأنشطتها ، فضلا عن إنشغالات الشباب أنفسهم بأنشطة أخرى وبخاصة ما يرتبط بمنتجات تكنولوجيا المعلومات والإنترنت .
وترتبط المشاركة المجتمعية للشباب بالمستوى التعليمي إذ تزداد مع ارتفاعه وتنخفض إلى أدنى مستوياتها عند الأميين ( 4 % ) ، وترتفع إلى ( 25 % ) عند الذين يحملون شهادة عليا . ( ينظر الشكل الآتي )
وعلى مستوى التقسيم الجغرافي تبلغ أعلى نسب المشاركة المجتمعية في إقليم كردستان بنسبة ( 17 % ) ، فيما تنخفض إلى اقل من ثلاث هذه النسبة في بقية المحافظات ( 5 % ) وإلى ( 4 % ) في بغداد . وبحسب المحافظات نجد أعلى نسب المشاركة المجتمعية في السليمانية ( 32 % ) تليها دهوك ( 14 % ) فالبصرة ( 13 % ) . فيما نجد أدني نسب المشاركة في ميسان ( 1 % ) وذي قار ( 0.9 % ) ثم الأنبار ( 0.7 % ) ،
ويمكن الربط بين إنخفاض المشاركة المجتمعية وبين إنخفاض عدد المنظمات غير الحكومية في المحافظات وتوزيعها غير المتناسب مع عدد السكان فيها ، إذ يوجد في العراق ( 3218 ) منظمة غير حكومية بحسب بيانات دائرة منظمات المجتمع المدني التابعة المجلس الوزراء ، تنشط ثلثاها في خمس محافظات هي بغداد ( 44 % ) ، النجف الأشرف ( 7 % ) والبصرة ( 6 % ) ، كربلاء ( 5 % ) ونينوى ( 4 % ) . مقابل ذلك يوجد في السليمانية ( 16 ) منظمة مسجلة فقط ، ولا دهوك يوجد ( 20 ) منظمة ، وفي اربيل ( 36 ) منظمة و المثني ( 49 ) منظمة ; ( 12 ) ، فضلا عن وجود عدد كبير من المنظمات غير الحكومية مسجل في الدائرة المختصة و إقليم كردستان .
المشاركة في الأعمال التطوعية
أشار ( 12 % ) من الشباب والشابات بعمر ( 15 . 30 ) سنة إلى مشاركتهم في الأعمال التطوعية ، وترتفع النسبة في الريف إلى ( % 14 ) مقابل ( 12 % ) في الحضر ، فضلا عن أن الشباب أكثر مشاركة من الشابات ( 17 % ) مقابل ( 7 % ) . وترتفع نسبة المشاركة في الأعمال التطوعية مع زيادة عمر الشباب إذ بلغت ( 10 % ) في الفئة العمرية الأصغر سنا ( 18.15 ) سنة ، وتصل إلى ( % 14 ) بين الشباب والشابات في الفئة العمرية ( 25- 30 ) سنة . فيما تبلغ ( 11 % ) في فئة الشباب بعمر ( 24.15 ) سنة .
وترتفع المشاركة في الأعمال التطوعية بحسب المستوى التعليمي من ( 8 % ) بالنسبة للأميين ، لتصل إلى ( 28 % ) بالنسبة للذين لديهم شهادة عليا . ( ينظر الشكل الآتي )
وعلى مستوى التقسيم الجغرافي نجد أن المشاركة التطوعية في إقليم كردستان كانت الأعلى بنسبة 21 % ) ، مقارنة بنسبة ( % 11 ) في بقية المحافظات . وعلى مستوى المحافظات نجد أن أعلى نسبة مشاركة في الأعمال التطوعية كانت في بابل ( 37 % ) تليها السليمانية ( 30 % ) ، فكربلاء ( 23 % ) والمثنى ( 21 % ) وصلاح الدين ( 20 % ) . فيما كانت أدني نسب المشاركة في ذي قار إذ بلغت أقل من الواحد فيها ( 0.9 % ) . ( ينظر الشكل الآتي ) .
وعند النظر إلى نوعية الأعمال التطوعية التي ينخرط فيها الشباب والشابات ، نجد أن الأعمال التطوعية الإجتماعية تأتي في المقام الأول بنسبة ( 61 % ) ، تليها الأعمال التطوعية الإقتصادية والخدمية والمهنية بنسبة ( 51 % ) ، وفي المرتبة الثالثة تأتي الأعمال التطوعية الثقافية والرياضية بنسبة منخفضة تصل إلى ( 9 % ) ( ينظر الشكل الآتي ) . وقد يعود سبب إنخفاض إهتمام الشباب بالأعمال التطوعية الثقافية والرياضية إلى ضعف دور المنظمات الحكومية المعنية ، وبخاصة المنتديات الشبابية والرياضية وعدم قدرتها على إجتذاب الشباب لأنشطتها .
وستجدونه تفصيليا في هذا التقرير الصادر عن الجهاز المركزي للاحصاء في وزارة التخطيط وهيئة احصاء اقليم كردستان وحكومة اقليم كردستان ووزارة الشباب والرياضة والمنشور في موقع الجهاز المركزي للاحصاء _ العراق
http://www.cosit.gov.iq